Admin مشرفة اسيوية
عدد الرسائل : 234 العمر : 29 الموقع : swal.banouta.net السٌّمعَة : 0 نقاط : 87273 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: اقسام النفس الجمعة أغسطس 05 2011, 16:43 | |
| اقسام النفس
الهي: ID
وهي مستودع للحفزات الغريزية والرغبات والأحداث والذكريات التي لم يتم إشباعها في الواقع بفعل القيم والمعايير الاجتماعية، وهي عمياء من الوجهة الاجتماعية فليس بينها وبين العالم الخارجي صلة مباشرة، ولا تميز بين ما هو صالح وطالح، وهي تسير وفقاً لمبدأ اللذة ونود أن نشير هنا إلى أن هذه المحتويات المكبوتة والتي تختزن في الهي لا تموت بل تظل حية جاهدة تحاول أن تنتهز الفرصة التي يضعف فيها سلطان الضمير (الأنا العليا) كما هو في حالات النوم والسُكر والتخدير والعمليات الجراحية، وتعبر عن نفسها بصورة رمزية من خلال عدة أشكال وصورة مختلفة كما في فلتات اللسان وزلات القلم ونسيان المواعيد وتحطيم الأشياء، والأحلام، وألعاب الأطفال ورسوماتهم، وكلها تمثل تعبير رمزي لرغبات ودوافع مكبوتة، وهذه المكبوتات أشبه بالميكروبات الخفية التي تنهش شخصية الفرد وتسمم آراءه وأفكاره وتقعده عن تحقيق أهدافه ومن ثم يقع فريسة للمرض النفسي.
كما أن هذه المواد المكبوتة تتميز بأنها قهرية تحدث دون إرادة الفرد ومثال ذلك الشخص الذي يسرف في غسل يديه عدة مرات، أو الشخص الذي يمد يده ليسرق أشياء ليس في حاجة إليها (جنون السرقة) فمثل هذه السلوكيات تكمن ورائها دوافع لا شعورية مكبوتة لا يفطن الفرد إلى وجودها.
2- الأنا: EGO
هي تمثل الجهاز التنفيذي للشخصية وهي الجزء الذي يتعامل مع الواقع الخارجي وتعمل بمقتضى مبدأ الواقع، وعلى الرغم من أن الهي تسير وفقاً لمبدأ اللذة والأنا تسير وفقاً لمبدأ الواقع وهذان المبدأين متعارضان إلا أن هذا لا يعني أن الأنا تنكر إشباع الرغبات والحفزات الغريزية الصادرة من الهي شريطة أن يكون هذا الإشباع متسقاً مع القيم والمعايير الاجتماعية، وتنحصر وظيفة الأنا في التوفيق بين مطالب الهي ومتطلبات الواقع الخارجي، فكأنه جهاز له عينان عين تطل على الغرائز وحفزات الهي وعين تطل على مطالب المجتمع الخارجي ثم العمل على التوفيق بين المطلبين في وقت واحد، وإذا فشل الأنا في ضبط حفزات الهي يكون الفرد عرضة للمرض النفسي، ويمكن تشبيه العلاقة بين هاتين القوتين (الهي والأنا) بالعلاقة بين الحصان والفارس فالأول مصدر الطاقة والحركة والقوة، ويعمل الفارس لكي ينتفع بهذه القوة على أن يترك للحصان العنان يجري ويمرح ولكنه يقوم بتوجيهه بالطريقة التي يراها متمشية مع الواقع فيبتعد به عن العثرات والطرق الوعرة، وقد يجمح الحصان بصاحبه فيتلاشى سلطانه عليه ويسير به كيفما يشاء، أي أن الهي قد تسيطر في بعض الأحيان على الأنا وتخضعه لسلطانها وإذا بالفرد يندفع لإرضاء غرائزه دون وعي ودون قدرة على كبح جماحها أو صدها وإذا بالفرد يسلك سلوكاً منحرفاً.
ويتكون الأنا من جانبين أحدهما شعوري والآخر يعمل على المستوى اللاشعوري وهو ما يعرف بالحيل الدفاعية والتي هي عبارة عن إجراءات لا شعورية غير مقصودة يقوم بها الفرد لخفض القلق والتوتر الناجم عن المحتويات والمواد المكبوتة لديه، ومن ثم فهي تعطي الفرد إحساساً وشعوراً بالراحة دون أن تعمل على حل المشكلة تماماً فهي أشبه بالعقاقير المخدرة أو المسكنة تخفف الألم ولكنها لا تفعل شيئاً لإزالة أسبابه الجوهرية.
وكلما كانت الأنا قوية لدى الفرد وتمتلك مقداراً كبيراً من الطاقة النفسية كلما أصبح الفرد قادراً في التغلب على مشاكله والتكيف مع البيئة التي يعيش فيها أي أنه بمقدار قوة الأنا واتزانه تتكامل الشخصية أما إذا كان الأنا ضعيفاً فلن يستطع التوفيق بين رغبات الهي وبين عالم الواقع، ويكون الفرد عرضة للأعراض المرضية.
3- الأنا العليا: SUPER EGO
وتتكون نتيجة احتكاك الفرد وتفاعله مع البيئة الاجتماعية، ومن خلال الأوامر والنواهي التي يتلقاها الطفل عن والديه، وهي تسير وفقاً لمبدأ ما يجب أن يكون، ومع تكون الأنا العليا لدى الطفل يصبح الطفل ليس في حاجة إلى رقابة خارجية من الوالدين على سلوكه حيث أن الأنا العليا تقوم بمهمة الرقابة والضبط على سلوك الطفل، فهو يمثل القانون في غياب القانون وهو الشرطي في غياب رجل الشرطة وعندما يسلك الفرد بشكل يخالف الأنا العليا يتولد لديه عندئذ الشعور بالذنب، وهذا ما يدفع بالفرد إلى العصاب النفسي، ويقع على عاتقها مهمة رقابة الحفزات الغريزية الصادرة من الهي ورقابة الأنا.
ويختلف تكوين (الأنا العليا) من شخص لآخر تبعاً لظروف طفولته ونوع التنشئة التي يلقاها وأسلوب المعاملة فقد يكون (الأنا العليا) قاسياً شديداً وقد يكون ضعيفاً متساهلاً ويبدو هذا في كثرة الأنام والجرائم وكسر القوانين وغيرها، ويمكن تشبيه العلاقة بين الأنا والأنا العليا بعلاقة الطفل بوالديه فإذا سلك الطفل كما يرغب والديه فإن يحظى بحبهم ولكن إذا خالفهما فيما يرغبان فإنه يقاسى عقابهما وقد يحدث صراع بين الأنا والأنا العليا كما هو في العصاب القهري والاكتئاب.
وجملة القول أن سلوك الفرد يتحدد بدينامياته فإذا خضعت الشخصية لحكم الأنا العليا أصبح السلوك سلوكاً أخلاقياً، وإذا خضعت لحكم الأنا كان السلوك واقعياً، وإذا خضعت لحكم الهي كان السلوك اندفاعياً.
| |
|